الغنى الحقيقي: قصة العبرة بين الترف والقناعة

beyond the screen
2 minute read

 


            قصة الغني والفقير وحكمة الحياة

في قديم الزمان، كان هناك رجل ثري يُدعى "حاتم"، يعيش في قصر فخم تحيط به الحدائق الغنّاء، ويملك من الذهب والفضة ما يكفي أجيالًا. كان يعيش حياة مترفة، لكنه كان مغرورًا ومتعجرفًا، لا يُلقي بالًا للفقراء ولا يعطف عليهم.

في المقابل، كان هناك رجل فقير يُدعى "سالم"، يعيش في كوخ صغير مع زوجته وأطفاله. كان سالم رجلاً طيب القلب، يعمل بجد ولا يشتكي من فقره، بل كان دائمًا مبتسمًا، راضيًا بحياته، قانعًا بما قسمه الله له.

                                  اللقاء الأول

في أحد الأيام، مرّ حاتم بسوق المدينة، ورأى سالمًا يجلس على الأرض ويأكل قطعة خبز جافة مع القليل من الحساء، وهو يضحك سعيدًا. استغرب حاتم من سعادته، وسأله بازدراء:
حاتم: كيف تستطيع الضحك وأنت لا تملك شيئًا؟
سالم: السعادة ليست في المال، بل في الرضا والقناعة.

ضحك حاتم بسخرية، وقال: "لو كنت تملك ثروتي، لما قلت هذا الكلام!" ثم ألقى له كيسًا من الذهب، وقال: "خذ هذا المال، وبدِّل حياتك إن كنت تستطيع!"

أخذ سالم المال، لكنه لم يغير شيئًا في حياته، بل بدأ يستخدمه لمساعدة الفقراء والمحتاجين.

                                  الدرس القاسي

مرت الأيام، وتعرضت تجارة حاتم لخسائر فادحة، وفقد كل ثروته بسبب قراراته الجشعة. وجد نفسه وحيدًا بعد أن تخلّى عنه كل مَن كان يتملّق له بسبب غناه.

في يوم من الأيام، شعر بالجوع الشديد ولم يجد طعامًا، فتذكر سالمًا، وذهب إلى كوخه طلبًا للمساعدة. استقبله سالم بترحاب، وقدّم له الطعام. تأثر حاتم بكرمه، وقال بحسرة: "الآن فهمت، لم تكن سعادتي في الذهب والقصور، بل في القلب الطيب والرضا بما أملك."

ابتسم سالم وقال: "الغنى الحقيقي هو غنى النفس، وليس غنى المال."

                              العبرة من القصة

المال قد يشتري الأشياء المادية، لكنه لا يشتري السعادة أو الحب الحقيقي. السعادة الحقيقية تكمن في القناعة، ومساعدة الآخرين، وحسن النية.

Post a Comment

0Comments

Say anything 😀

Post a Comment (0)