حب خارج القواعد

beyond the screen
2 minute read



في أحد الأحياء الفاخرة بمدينة الدار البيضاء، حيث تلتف القصور حول الحدائق الغناء، كانت تعيش ليلى، ابنة رجل الأعمال الشهير عبد الرحمن السالمي. فتاة مدللة، نشأت وسط الثراء، لكنها كانت تشعر دائمًا أن هناك شيئًا ناقصًا في حياتها، شيئًا لا تملأه الهدايا الثمينة ولا الرحلات الباهظة.

في يوم من الأيام، استيقظت ليلى متأخرة على موعد مهم في الجامعة، فطلبت من والدها أن يرسل لها سيارة مع سائق العائلة الجديد، يوسف. لم تكن قد رأته من قبل، لكنه وصل بسرعة بسيارة فاخرة. حين جلست في المقعد الخلفي، لاحظت انعكاس عينيه في المرآة الأمامية. كان شابًا وسيمًا، ذا ملامح رجولية وعيون غامضة تحمل في طياتها الكثير من القصص.

على مدى الأسابيع التالية، بدأت ليلى تلاحظ شيئًا مميزًا في يوسف. لم يكن كسائقي العائلة السابقين، كان مختلفًا… هادئًا، محترمًا، لكن خلف ذلك الصمت كان هناك عمق يثير فضولها. وذات يوم، حين توقفت السيارة أمام الجامعة، سألته مباشرة:

— "يوسف، كيف انتهى بك المطاف تعمل سائقًا لعائلتي؟"

نظر إليها للحظة، ثم ابتسم بخفة وقال:
— "أحيانًا، الحياة تأخذنا في طرق لم نكن نتوقعها."

زاد غموضه من اهتمامها، فصارت تتحدث معه أكثر، تكتشف أنه كان طالبًا مجتهدًا في الجامعة، لكن ظروفًا قاسية أجبرته على ترك دراسته والعمل لإعالة والدته المريضة.

مع مرور الأيام، وجدت ليلى نفسها تنتظره كل صباح بفارغ الصبر، وتبحث عن أي عذر للحديث معه. كانت تراقب كيف يتعامل مع الجميع بتواضع، كيف يضحك رغم قسوة الحياة، وكيف ينظر إلى العالم بعين تختلف عن تلك التي اعتادت رؤيتها.

وذات ليلة، أثناء عودتهما من حفلة كانت ليلى قد حضرتها، شعرت بشيء لم تفهمه من قبل، إحساس بالراحة والأمان وهي تجلس بجانبه. تجرأت وقالت له بصوت خافت:

— "يوسف… هل تساءلت يومًا عن الفرق بين عالمك وعالمي؟"

توقف قليلًا قبل أن يجيب:
— "الفرق ليس في المال يا آنسة ليلى… الفرق في الطريقة التي نرى بها الحياة."

في تلك اللحظة، أدركت ليلى أنها وقعت في حب رجل لا يليق به أن يكون مجرد سائق… بل فارس حقيقي أخفته الظروف في زي متواضع. لكن هل يمكن أن تستمر هذه القصة في عالم تتحكم فيه القوانين الاجتماعية؟

بدأت معركتهما ضد الواقع… عبد الرحمن السالمي، حين علم بالعلاقة، استشاط غضبًا وهدد بطرد يوسف، لكن ليلى واجهت والدها لأول مرة في حياتها قائلة:

— "الثراء الحقيقي ليس في المال، بل في القلب، وأنت علمتني ذلك، أبي!"

هكذا بدأت رحلتهما في تحدي المجتمع، الحب الذي لا يعرف حدودًا، وبين صراع القلب والعقل، أدرك يوسف أن ليلى لم تكن مجرد فتاة مدللة، بل كانت مستعدة للتخلي عن عالمها من أجله… لكن هل كان مستعدًا هو لتعريضها لكل هذا الألم؟

تُرى، هل سينتصر الحب على القيود الاجتماعية؟ أم أن الواقع سيكون أقسى من الأحلام؟

Post a Comment

0Comments

Say anything 😀

Post a Comment (0)