"حين يكون الحب خطيئة"

beyond the screen
1 minute read

 

                           حب مستحيل

في مدينة صغيرة تعجُّ بالحكايات، كان "عمر" يعمل مهندسًا معماريًا، رجلًا هادئًا يعشق التفاصيل ويهتم بكل شيء حوله. لم يكن يتوقع أن تدخل حياته "ليلى"، المرأة التي ستقلب كيانه رأسًا على عقب.

كانت ليلى متزوجة من رجل أعمال دائم الانشغال، يعيش بين الاجتماعات والسفر، تاركًا لها فراغًا عاطفيًا قاتلًا. التقت بعمر مصادفةً عندما كانت تبحث عن مهندس ليُشرف على ترميم بيت عائلتها القديم. منذ اللقاء الأول، شعر كلاهما بانجذاب غامض، شيء يشبه الحنين إلى شيء لم يعرفاه من قبل.

في كل مرة يلتقيان فيها، كان الحديث بينهما يمتدُّ لساعات، يتشاركان الأفكار، يضحكان، ويتحدثان عن الأحلام المؤجلة. ومع مرور الأيام، تحوَّل الإعجاب إلى شيء أعمق... شيء كانا يخشيان الاعتراف به.

حاول عمر أن يبتعد، لكنه كان يجدها في كل مكان، في تفاصيل يومه، في دفء صوتها، وفي رسائلها التي كانت تصل في أوقات غير متوقعة تسأل عن شيء عابر، لكنها تحمل في طيّاتها أكثر من مجرد كلمات.

أما ليلى، فكانت تعيش صراعًا بين قلبها وعقلها. كانت تحب زوجها، لكنه لم يكن يمنحها الاهتمام الذي تحتاجه. وفي المقابل، كان عمر يمنحها كل ما افتقدته لسنوات... لكنه لم يكن لها.

في يومٍ ماطر، قرَّر عمر أن يواجه الحقيقة. التقيا في مقهًى بعيد عن الأعين، نظر إليها طويلًا وقال بصوتٍ متهدج:
"أحببتكِ أكثر مما ينبغي، لكن لا يمكننا أن نخون أنفسنا. أنا لست الرجل الذي يهدم بيتًا، وأنتِ لستِ المرأة التي تخون. الحب وحده لا يكفي."

أغمضت عينيها للحظة، حبست دموعها، ثم ابتسمت بألم وقالت:
"ربما في حياة أخرى، كان يمكن لهذا الحب أن يكتمل."

نهض كل منهما بهدوء، دون وداعٍ طويل، فقط نظرة أخيرة تحمل كل ما لم يُقال. ثم افترقا... لكنّ قلبيهما بقيا هناك، في ذلك المقهى، بين طاولتين لم يجلس عليهما أحد بعدهما.

Post a Comment

0Comments

Say anything 😀

Post a Comment (0)