"الرسالة المجهولة"

                            الرسالة المجهولة

في مساءٍ هادئ، جلست "ليلى" تحتسي قهوتها في شرفة منزلها، تحدق في الأفق البعيد، بينما كان زوجها "سامر" يجلس في الغرفة المجاورة منشغلاً بهاتفه. منذ فترة وهي تشعر أن هناك شيئًا غريبًا يحدث معه، تغيرت تصرفاته، أصبح أكثر انشغالًا وأقل اهتمامًا بها

وفي ذلك اليوم، بينما كانت تنظف المنزل، وجدت مظروفًا صغيرًا مخبأً بين طيات قميصه. قلبها خفق بسرعة، فتحت المظروف بحذر وقرأت    الرسالة المكتوبة بخط أنثوي أنيق

"أشتاق إليك كل يوم، لا أطيق انتظار لحظتنا القادمة... إلى الأبد، حبيبتك."

تجمدت يداها، وسقطت الورقة من بين أصابعها. شعرت وكأن العالم انهار من حولها. حاولت تمالك نفسها، لكنها لم تستطع منع دموعها من الانهمار.

لم تواجهه مباشرة، بل قررت مراقبته. لاحظت كيف كان يختلق الأعذار ليغيب لساعات، وكيف كان يخفي هاتفه عنها. وفي أحد الأيام، تبعته عندما ادعى أنه في اجتماع عمل. رأته يدخل إلى مقهى راقٍ، حيث جلست أمامه امرأة جميلة، ابتسم لها بحرارة لم ترها منه منذ سنوات

وقفت ليلى هناك للحظات، ثم دخلت بهدوء وجلست على طاولة قريبة. انتظرت اللحظة المناسبة، ثم نهضت وتقدمت نحوهما. عندما التقت عيناها بعينيه، رأت الذعر فيهما. وضعت أمامه المظروف، وقالت بصوت ثابت

                     نسيت هذا في المنزل، ظننت أنك قد تحتاجه."

ثم استدارت وغادرت، تاركة خلفها رجلاً فقد كل شيء، وامرأة أدركت-. أنها كانت تعيش في كذبة